المقامة المروريّةحدثنا أحمد البارودي عن خالد بن عبدالله المحمودي عن محمد بن عمر المسعودي أن زياد الزمان الداوُدي؛ كان قد قال؛ في إحدى الأيام و الليال:كنت أقود سيارتي عند الظهيرة كما العادة.. ذاهباً إلى عملي طالباً الزيادة.. فأضاءت في وجهي الإشارة الحمراء.. لأقف بنظامٍ قبل الخطوط البيضاء.. قبل أن يأتي الشرطي ويحدثني عن ممر المشاة، ويبيع علي بعض الوطنيات... وعندما انتهى المشاة من العبور ، وسمح للسيارات بالمرور، قدت سيارتي بكامل السرور.
و على بعد مطبين من المطب، حدث لي ما يدعو للكرب.. فقد أعطتني سيارة أمامي إشارة لليسار، فتجاوبت معها وغيرت المسار، و إذا بها تتجه لليمين، ولاحت لي علامة الاصطدام في ذلك الحين.. لولا أني أوقفت السيارة، وتفاديت الحادث الناتج عن خطأ في الإشارة، ووقفت تلك السيارة. وإذا بباب السائق يفتح؛ وساقٌ ناعمةٌ منه تجنح، ووجهٌ جميل الملامح، بدت عليه علامات الغضب الجامح، فقلت لها كيف تعطينني إشارةً لاتجاهٍ وتذهبين للثاني، فنظرت لي نظرة اتهامٍ كأنني المسؤول و الجاني.. وأجابتني ناصبة الكمين، رافعة الهامة عالية الجبين "أعطيتك إشارةً لليسار؛ كي تذهب لليسار، لا لتلحقني إلى نفس المسار" :C :C
فنظرت للمرآة لأتكد من أن شامةً فوق جبهتي السمراء، بانت لها كأنها نقطةٌ حمراء، لتحسبتني هندياً مهبولاً، أو سائقاً مخبولا، فجاوبتها مذهولاً:"آسف يا مدام؛ يعطيك العافية؛ وعليك السلام...".... :mrgreen:
وعدت إلى سيارتي، وحمدت الله على سلامتي، وعلى تصرفي ورجاحتي.. أفكر مليّاً بما صار، تراودني الأفكار تلو الأفكار.... ويبعدني التفكير عن رؤية الطرقات، والانتباه لكثرة وتنوع المطبات.....
فالمطبات أيها السادة، باتت مفروضةً علينا كما العبادة، فهي كثيرة التنوع والتسليح؛ فقد أصدرت لجنة "المطب المريح"، والمنبثقة عن جمعية "سيارة في مطب الريح" ، أصدرت دراسةً تضم في صفحاتها، دراسةً عن شوارع دمشق ومطباتها... بمناسبة حصولها على المركز الأول عالمياً، لتفوقها وتنوعها مطبيّاً، :UP
فقد أحصي فيها 20 مليون مطب متوطن وقاطن، بمعدّل مطبين لكل مواطن، وأرفقت مع الدراسة أهم أنواع المطبات، وإليكم بعض المعلومات:
أولاً: المطب الارتجاجي:
اكتشفه الدكتور طبطب ناجي، في عام ألف وتسعمائة و سبعين، وسمي بهذا لرجه السيارة والراكبين، فلا يسلم منه صدّامٌ ولا رفرافٌ ولا بنزين... ويعود سبب الظهور لشركتي الكهرباء والاتصالات، لقيامهما بالتحفير في كل المناسبات.. وبرّأت مصلحة الصرف الصحي ولم تعتبر كأي جاني، لثبوت توقف أعمالها من أيام الحكم العثماني...
ثانياً:المطب التوالدي:
سمّي بهذا الاسم، لتوالده من مطبٍ مركزيٍ كالعقل للجسم. ولهذا المطب خصائص اجتماعية، فهو يعيش في جماعاتٍ وقطعانٍ مطبيّة.. وتصدر عنه رائحةٌ كريهةٌ داخل السيّارة، ظل سببها مجهول الهوية والإشارة، إلى أن جاءت الدكتورة نانسي طَب الباب، رئيسة جمعية "المطب الحبّاب"، في عام ألف وتسعمائة وخمس وثمانين، لتقول بأن سببها متعلّقٌ بنوعيّة طعام السائق والراكبين، ساعة دخول حقل هذا المطب اللعين...
ثالثاً:مطب التفليك (المجهض سابقاً):
وهو يزيد سرعة الطلق ويعجل الولادة، وتزداد فعاليته في آخر الشهور كلّ الزّيادة، وفي العادة، يقوم طبيب النساء والولادة، برسم "كروكي" خلف الوصفة الطبّية، يقود فوقها الزوج مع زوجته كلّ ثمان ساعاتٍ بصورةٍ يوميّة... وقد غيّر اسمه من المجهض إلى التفليك،، لأن ترد وزارة الصحة في حالة حدوث إجهاضٍ على الطريق، بأن السائق أو الزوج قد استعمل مطبّاً مختلف النوعية، أو مطبّاً منتهي الصلاحية... وقد بدأ استخدامه طبياً عام اثنين و ثمانين، واسمه الطبي مطبومايسين....
وبقي أن نذكر المطب اليدوي؛ أو المطب الشخصي، حيث يضعه المواطنون أمام المنازل في الحارات، لتخفيف معدّل السرعات...
أخي المواطن....
المطبات.. ثروةٌ حقيقية، وحاجةٌ إنسانيّة.. حاذر من صناعتها دون خبرة، وخذ من تكسير سيّارتك العبرة، فإن علم تصنيع المطبّات والمسمّى بـ "المطبولوجيا"، وهو خليطٌ من علم التزفيت والجيولوجيا، هو علمٌ من اختصاص الأمانة؛ يعطي على المطبّ عشر سنواتٍ كضمانة........
كلامٌ مضمونٌ ومحق...
ابتسم....
أنت في دمشق....... :sh